[size=12]معاير الاختيار الزواجي واساليبة حسب النظرية الإسلامية .
أ- غاية الزواج واهدافة
أن غاية الزواج في الإسلام تحقيق التكامل الانساني بين الرجل والمرأة لاستمرار عمارة الانسان للأرض وإيجاد اجيال تحقق هذه الرسالة وعبادة الله عز وجل ومن المنظور البيولوجي والإنساني يكون الزواج غاية ووسيلة في نفس الوقت ولعل هذه الفكرة تجعل من الزواج نظاماً اجتماعياً اساسة الدين والعقيدة وليس مسألة شخصية محكومة بهوى الفرد او نفسه الأمارة بالسوء وإذا كانت الاديان السماوية قد اتفقت على ضرورة الزواج كاساس للمجتمع الانساني السليم نفسيا واجتماعيا فإن الاسلام – وهو الدين الخاتم – جاء ليؤكد هذه الضرورة داعما لها ارابطا اياها بعادة الله عز وجل محددا اهدافها الدينية والدنيوية في إشباع حاجات الانسان والسمو بحياتة الاجتماعية وتنمية صحته النفسية والجسدية وحمايته من الرزيلة وحفظ الفضيلة والاخلاق فتستقيم حياة الفرد وتترسخ اركان الاسرة والنظام الاجتماعي ككل .
ومن المنظور الإسلامي فإن الزواج له اهداف متعددة اهمها : الاشباع الجنسي عند الرجل والمرأة ويمثل الزواج الطريق المشروع لإشباع الحاجة إلى الجنس وينهي الإسلام نهيا صريحا ومشددا عن إشباع تلك الحاجة من خلال طرق اخرى لما فيها من شقاء في الدنيا والاخرة ولانعكاساتها المدمرة على الفرد والمجتمع بجانب الإمتاع الجنسي كهدف للزواج هناك ايضا الامتاع النفسي من خلال إشباع مجموعة من الدوافع مثل دافع الامومة ودافع الابوة وكذلك الحاجة إلى الشعور بالأمن والطمانينية من خلال العلاقة الزوجية القائمة على المودة والرحمة والتعاون والتآزر بين الزوجين في بناء الحياة واقتسام حظوظها في بلوغ الكمال الانساني فبالزواح الشرعي وخلقهما وتستقر نفسهما في ذلك الحصن القائم على الدين والذي تمو فيه المودة والرحمة والالفة بين الزوجين فكلاهما يجاهد طوال النهار في سبيل اسعاد الاسرة وتجتمع الاسرة في المساء في جو يسوده الدفء العاطفي بما يعبر عن الحب والهدف المشترك ويعكس لذة الكفاح ويضفي ذلك على الحياة معنى جميلا يرفع من قيمة الحياة الزوجية في نظر الزوج والزوجة ويدفعهما إلى المزيد من الاجتهاد في العمل والكسب ويزيد من طموحهما في التفوق سواء داخل المنزل أو خارجة وتتوحد أهداف الاسرة وتتكامل ادوارها ويرتفع اداؤها الوظيفي .
كما أن الزواج من المنظور الاسلامي يهدف إلى الحفاظ على المجتمع من الانحلال الخلقي والامراض العضوية وكذلك إلى الحفاظ على الانساب فالغريزة الجنسية عندما تشبع بالطريق المشروع ( الزواج 9 يتحلى الافراد بالادب والخلق ويؤدون الرسالة التي كلفهم بها الله يوحملون المسؤولية ويتأصل فيهم مبدأ الحق والواجب ويصبح الابناء معروفي النسب بما يصون لهم كرامتهم الانسانية واستقرارهم النفسي واعتبارهم الذاتي ولو لم يكن الزواج لوجد هؤلاء الابناء انفسهم لا كرامة لهم ولا نسب في جو اجتماعي نفسي تسوده الاباحية والانحلال والاخلاق الفاسدة والأمراض التفاكة التي ترتبط بالانحراف وممارسة الفواحض مثل الزهري والسيلان والايدز.
ب- الزواج إشباع لحاجة انسانية فطرية
من الأمور البديهية في الشريعة الإسلامية أن هذه الشريعة السمحة حاربت الرهبانية لكونها تتصادم مع فطرة الانسان وتتعارض مع غرائزة وفي هذا الإطار تحرم شريعة الإسلام على الفرد أن يمتنع عن الزواج ويزهد فيه حتى ولو بنية التفرغ للعبادة ولما كان الزواج يمثل اشباعاً لحاجة فطرية وله من الفوائد الاجتماعية ما يفوق الحصر فقد اقرته الشريعة الاسلامية ونظمته بما يجعل منه وسيلة اساسية لسلامة الفرد والمجتمع وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم امر واضح للمسلم ان يتزوج طالما كانت لديه " الباءة " بعنى إمكانيات الزواج ووسائلة فإذا كان الفرد لديه المقومات والاستعداد والزواج متاحله – ولكنه لم يتزوج – فقد باء بالإثم حتى ولو لم يرتكب المعصية بل حتى إذا كان ذلك الامتناع بهدف التفرغ للعبادة والزهد في الدنيا ففي حديث شريف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما معناه " من كان موسرا لا ينكح ثم لم ينكح فليس منى " وقد جاء ثلاثة رجال يسألون عن عبادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اخبروا بها تقالوها ( اي وجدوها قليلة ) فقالوا : وأين نحن من النبي وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبة وما تأخر فقال احدهم أما أنا فإني اصلى الليل ابدا وقال اخر انا اصوم الدهر ولا افطر وقال الثالث انا اعتزل النساء فلا اتزوج ابدا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني اخشاكم واتقاكم له لكني اصوم وافطر واصلي وارقد واتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني .
الزواج في الاسلام فطرة انسانية ويمثل امانة ومسسؤولية يحملها المسلم تجاه زوجة وابنمائة في الرعاية والتربية حينما يلبي نداء هذه الفطرة مستجيبا لتكوين طبيعي خلقه الله عليه وم نخلال الزواج فإن الاسلام نيظم العلاقة الجنسية والاجتماعية بين الجنسين بما يحافظ على انسانية الفرد ويكون لطرف يالزواج حقوق وواجبات تجاه كل منهما الاخر ويتم توثيق الزواج بموجب " ميثاق غليظ " فتتحقق له الاركان والشروط الشرعية .
ونظرا لان الاسلام بدرك جوانب الضعف والقصور في الكائن البشي ولما كان قرار الزواج بموجب ذلك عرضه لاحتمالات الخطأ والصواب وما يترب عليهما من تعاسة او سعادة فإن الاسلام الحنيف يضع لنا " الاساس " الذي يجنبنا التعاسة ويقودنا إلى السعادة في الحياة الزوجية عندما يأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله " تخيورا لنطفكم فإن العرق دساس " والتخير يشمل التدقيق في النواحي الخلقية والنواحي الخلقية والاولى تشمل الجوانب النفسية والاجتماعية بما في ذلك من مشاعر وانفعالات وامزجة وميول وقيم واتجاهات وغير ذلك من السمات الشخصية اما الثانية وهي الجوانب الخلقية فتشمل النواحي الجسمية من حيث الشكل واللون والملامح والسحنة وكل ما يعبر عن المظهر الخارجي للشخص وقد شرع الإسلام الخطبة ( بكسر الخاء وسكون الطاء ) وحتى يمكن ان يتعرف الطرفان على بعضهمها البعض وحدد لهذا التعارف ادابة وقواعدة فلا يخلو الطرفان إلا بمحرم ولا يتركبان ما نهى الله عنه وخلال فترة التعارف ( الخطبة ) يمكن لكل طرف أن ( يستدل ) على الخصائص الخلقية للطرف الاخير بحيث يكون امامة فرصة اتمام الزواج او العدول عنه .
ويورد لنا الإسلام مجموعة من الاسس التي تكفل نجاح الزواج ويأتي عامل الدين بمثابة القاسم الاساسي والمشترك الذي يأمر الاسلام أن يتم الاختيار الزواجي بناء عليه سواء كان هذا الاختيار مرتباطا بالرغبة في الجمال او امال او الحسب والنسب ونقصد بالدين حيي نطلق لفظة الفهم الحقيق للإسلام والتطبيق العملي لفضائلة السامية وآدابةالرفيعة وبوجه عام الالتزام بالإسلام قولاً وفعلا تزداد قيمة الفرد – كشريك حياة كلما زاد هذا الالتزام فإذا اختار الشاب شريكة حياتة على اساس ما تتمتع به من دين وخلق وكذلك اختيار الفتاة لشريك حياتها – كان ذلك داعما قويا للزواج لان التمسك بالدين يجعل الفرد يتعامل بالحسنى والمعروف مع الناس عموما وبالتالي مع من اختاره شريكا للزواج قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " تنكح المرأة لأربع لمالها وحسبها وجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " فهذا الحديث الشريف يتضمن اربعة اسس للاختيار لكن التأكيد والامر الصحيح انصب على اساس واحد وهو الدين لقد بينت دراسات علم النافس الحديث ان التدين كثيرا ما يكون علاجا للامراض النفسية الوقاية منها في بعض الحالات ولا يخفي على احد مدى تردي الحياة الزوجية إذا ما كان احد الطرفين يعاين اضطرابات نفسية الاهم من ذلك ان هذه الدراسات بينت ان التدين من أهم عوامل نجاح الزواج واستقرار الاسرة لأنه يدفع إلى حسن الخلق في التعامل مع الاهل وليس غريبا الطلاق بين المتدنين مقارنة بغير المتدينين .
ان الحد الادنى الذي ينبغي تاكيدة ونحن بصدد تناول هذه الفكرة يتمثل في الا يقدم احد الطرفين على اختيار شريك الحياة ( الملحد) او ( الكافر ) او ( المستخف بالدين ) او ( المنحرف او الشاذ) او ( من يعاقر الخمر او يتعاطي المخدرات ) او ( العاق لوالديه ) أو غير ذلك من المعاصي والكبائر لا خير في شريك الحياة إذ لم يكن فيه خير لدينة واية فتنة اعظم على الدين والتربية والاخلاق من أن يقع احد طرفي الخطبة ( والزواج فيما بعد ) في برثن طرف اخر اباحي او فاجر او سكير او منحل لا يقيم اعتبارا للشسرف او الكرامة او العرض ؟ من جهة اخرى فإن مظاهر التدين لا تدل بالضرورة على حقيقة الشخص من التدين ولذلك وجب على الفتاة او الفتى ان تدقق وتتحرى فيما وراء الامور بحيث يتم التعرف على الجوهر والمخبر وفي اطار التمسك بالدين يقر الاسلام اسسا اخرى للاختيار الزواي بما بتفق مع فطرة الانسان من هذه الاسس المالي والجمال والحسب والنسب وتفضيل ذوات الابكار وتفضيل المرأة الولود والاغتراب في الزواج ( بمعنى تحبيذ عددم زواج الاقارب ) وفي كل الاحوال يؤكد المنطق الاسلامي ان الاختيار الزواجي الصالح يرتكز على اساس الدين .
[/size][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]